خطبة الجمعة القادمة 23 أبريل 2021م : رمضان شهر الانتصارات ، للشيخ عبد الناصر بليح
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 23 أبريل 2021م : رمضان شهر الانتصارات ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 11 رمضان 1442هـ – الموافق 23 أبريل 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 ابريل 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : رمضان شهر الانتصارات.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 أبريل 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : رمضان شهر الانتصارات بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 أبريل 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : رمضان شهر الانتصارات ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : رمضان شهر الانتصارات : كما يلي:
خطبة الجمعة القادمة : رمضان شهر الانتصارات
الحمد لله رب العالمين.. وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد فيا عباد الله
يقول الله تعالى: “إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”(آل عمران/160).ويقول تعالي :”وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”( الانفال/10).
إخوة الإسلام
إن شهر رمضان هو شهر الانتصارات الكبري النصر علي الضعف البشري داخل نفوسنا وعلي العدو المتربص حول حدودنا ..
والمتأمل في أحداث شهر رمضان عبر التاريخ الإسلامي سيجد أمورًا عجيبة، هذه الأمور ليست مصادفة، فقد ارتبط شهر رمضان بالجهاد بشكل لافت للنظر، والعلاقة بين الصيام والجهاد وثيقة جدًّا؛ فالتاريخ الإسلامي يؤكد هذا الارتباط، ولنعلم جيداً أن “أمة اقرأ لا تقرأ “ولا يمكن لأمة لا تقرأ تاريخها أن تعرف حاضرها ولا أن تخطط لمستقبلها ،قال تعالى:” لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ “(يوسف/111).
اقرأ التاريخ إذ فيـه العبر***ضاع قوم ليس يدرون الخبر
فتعالوا لنقرأ مقتطفات من تاريخ الاسلام المجيدة وانتصاراته في شهر الانتصارات شهر رمضان..
عباد الله: “لقد فتحت نور هذه الكلمات العظيمة الباهرة التي نطق بها أمثال ربعي بن عامر في وجه رستم القائد الفارسي: “الله جاء بنا لنخرجكم إلي عبادته وقد أرسل رسوله بدينه إلي خلقه.. فمن قبله قبلناه منه ..ورجعنا عنه وتركناه وأرضه.. ومن أبي قاتلناه حتي نفضي إلي الجنة أو الظفر”
وحمل التاريخ تلك الكلمات القوية الصادقة الوضيئة للأجيال القادمة حتي تضيء الطريق للحاضر والمستقبل وتربي نماذج رائعة ربانية علي نفس المستوي صلبة في إرادتها شفافة في روحها قوية في عزيمتها لا تعطي الدنية في دينها.. مهما تكالبت الأحداث واشتد الظلام الحالك..
عباد الله: “إن التاريخ وهو شاهد صدق يحدثنا أن شهر رمضان حافل بالطاقات الهائلة والانتصارات الباهرة ففي السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة انتصر الحق علي الباطل والنور علي الظلام في معركة بدر الحاسمة بين المسلمين من جهة وبين المشركين من قريش وحلفائها من جهة أخري.
وكان هذا النصر فاصلاً بين عهدين عهد الذل والاضطهاد بمكة وعهد النور والتفوق والمجد بالمدينة.
وقد خرج المسلمون من غزوة بدر وهم أقوي مكانة وأعز نفراً وأصلب عوداً من ذي قبل .. إذ هابتهم قبائل الشرك ومراصد اليهود وأرباب الجاهلية من توابيت قريش وعباد أصنامهم.. أن تنتقل من مرحلة إلى مرحلة؛ يقول ربنا سبحانه: “وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ…”. وأنتم ماذا؟ “وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ”(آل عمران/123).
لقد تغير المسلمون تمامًا بعد موقعة بدر، فبعد بدر أصبحت للمسلمين دولة معترف بها، أصبحت لهم شوكة قوية ومكانة ووضع مستقر؛ انتقل المسلمون إلى مرحلة جديدة، العالم كله سمع عن هذه الدولة، اليهود رعبوا، والمشركون انهزموا، والمنافقون ظهروا. تغير هائل بدأ يحدث في الأرض في كل شيء؛ بدر ليست كأي غزوة، فهي غيَّرت مجرى التاريخ؛ لذلك سماها ربنا عز وجل يوم الفرقان، وربطها بشهر رمضان من أجل أن نتفكر دائمًا في هذا الشهر، فمَنْ مِنَ المسلمين لا يعرف أنها كانت فيه؟!:”وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”(الأنفال/10).
عباد الله: “في بدر وضعت كل قواعد بناء الأمة الإسلامية، كل هذه القواعد نتعلمها في رمضان، نقترب من الله سبحانه وتعالى الذي بيده النصر في رمضان، نزيد من أواصر المودة والأخوة بين المسلمين، وهي قاعدة من أهم القواعد التي تبني الأمة الإسلامية، تضحِّي بمالك وجهدك ووقتك في رمضان، تقوِّي صحتك وبدنك ولياقتك في رمضان.. وبإيجاز يكون الجهاد والإعداد له في رمضان. وكم نخسر عندما نفقد هذه المعاني، ويمر الشهر علينا من غير أن نعرف قيمته في الجهاد في سبيل الله والنصر!
عباد الله :”وفي سنة 8هـ كان الموعد مع حدث من أهم أحداث التاريخ، إنه فتح مكة، اللقاء الأخير والفيصل مع مشركي قريش؛ والموقف في فتح مكة مختلف عن بدر؛ ففي غزوة بدر كان الخروج في رمضان على غير اختيار المؤمنين؛ لأن القافلة المشركة بقيادة أبي سفيان جاءت في ذلك التوقيت فخرجوا لها، لكن الخروج في فتح مكة كان بتخطيط وتدبير من رسول الله ومن المؤمنين..
ومع ذلك تم الفتح دون أدني مقاومة وكان هذا الفتح الكبير درساً قاسياً لسكان الجزيرة العربية حطم ما تبقي في نفوسهم من عداوة لنبي الإسلام وللإسلام. ووقف رسول الإنسانية العظيم ليعلم الدنيا ويخاطب قريشاً : “ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: “خيراً أخ كريم وابن أخ كريم فإن تعفوا فذاك الظن بك وإن تنتقم فقد أسأنا”
قال: “اذهبوا فأنتم الطلقاء.. لا أقول لكم كما قال أخي يوسف من قبل :”لا تثريب عليكم.. اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين”
أيها الموحدون: “في هذا الشهر الكريم هدم الرسول صنم هبل، ومعه أكثر من 360 صنمًا بداخل الكعبة المشرفة بعد فتح مكة.. معلناً الحرب علي الشرك والوثنية رافعاً راية التوحيد لا إله إلا الله ولا معبود سواه ..
عباد الله: “أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين.. أما بعد فيا عباد الله:” لا زلنا نواصل الحديث عن ارتباط الانتصارات برمضان شهر الانتصارات هذا الشهر الذي تغيرت فيه أحوال الأمة علي مر التاريخ منذ غزوة بدر التي غيرت وجه التاريخ إلي يومنا هذا..
وفي هذا الشهر من السنة التاسعة من الهجرة كانت غزوة تبوك وانتصر المسلمون وتوالت الانتصارات فكانت معركة القادسية رمضان 15 هـ انتصر فيها المسلمون بقيادة سعد بن أبي وقاص على الفرس.
وفي هذا الشهر رمضان سنة 92 هـ فتح بلاد الأندلس وانتصر القائد البربري المسلم طارق بن زياد البحر على جيوش القوط في الأندلس (أسبانيا حالياً).
وفي رمضان سنة 584هـ وقعت معركة حطين وانتصر المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين وحرروا بيت المقدس.
وفي هذا الشهر وقعت معركة عين جالوت رمضان سنة 658 هـ وانتصر فيها المسلمون بقيادة السلطان قطز على التتار الذين كانوا قد قتلوا الملايين في العالم الإسلامي.
وفي رمضان في اليوم العاشر عام 1973 م – 1393 هجريا :”انطلقت جيوش الموحدين لتهدم قلاع العدوان التي أقامتها عصابات اليهود علي الضفة الشرقية لقناة السويس المائية, حيث عبرت أصعب مانع مائى في التاريخ واخترقت “خط بارليف” الذي زعم الاعداء أن اختراقه شبه مستحيل وصدق ربنا حين قال “وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنْ اللَّهِ فَأَتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ..”(الحشر/2).
إخوة الإسلام: “والذي يقرأ التاريخ يجد عشرات المعارك انتصر فيها المسلمون في رمضان شهر الانتصارات، لا شهر الكسل، ولا الطرب والمجون! :”شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ”
عباد الله: “إن شهر رمضان خير كله في أوله وفي وسطه وفي آخره. وأملنا في الله كبير أن يوحد قلوب المسلمين ويجمع كلمتهم في وجه عدو يتربص بنا أسوأ المصير. ولعلها دعوة تعمر بها قلوب الورعين وترددها ألسنة الراكعين..
اللهم وحد صفوف المسلمين وألف بين قلوبهم، اللهم أعد للمسلمين مجدهم وعزهم، وصن بلاد المسلمين من كل مكروه وسوء يا رب العالمين.. وقوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله وأقم الصلاة..
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف